هل يختلف علم الله في القرآن؟

 هل يختلف علم الله في القرآن؟

قد نقرأ في القرآن:

"لِيَعْلَمَ اللَّهُ" أو "فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ"

وأحيانًا: "لِيُمَحِّصَ" أو "لِيَبْتَلِيَ"

وأيضًا: "عَلِم" بالماضي و "يعلم" بالمضارع

فما سر هذا التنوع؟ 🤔


عَلِمَ (فعل ماضٍ):

-ورد في القرآن الكريم في الآيات التالية : ... لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ ... ﴿١٨٧ البقرة﴾

-و أيضا ورد في قوله تعالى : وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ ... ﴿٢٣٥ البقرة﴾

-وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣ الأنفال﴾

إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ ... مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ... ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ ... ﴿20 المزمل﴾

كلمة  "عَلِمَ" تدل على أن علمه تعالى بذلك الشيء متحقق أزلاً وأبداً، لكن استعمال الماضي يشير إلى أن الأمر قد وقع وانكشف لعباده أو تحقق على أرض الواقع.

يَعلم (فعل مضارع): يدل على الاستمرار والتجدد. فإذا أُسنِد إلى الله فالمعنى: أن علمه دائم لا ينقطع، يشمل الماضي والحاضر والمستقبل.

إذن "عَلِمَ" لا يعني أن علمه مؤقت أو ناقص، بل يُستعمل في القرآن للدلالة على تحقق أمرٍ وانكشافه، بينما "يَعلم" للتعبير عن شمولية واستمرار العلم.

العلامة الطبرسي (مجمع البيان): الماضي "عَلِمَ" يُستعمل لإفادة أن الشيء قد استقر في علم الله ووقع في قضائه، أما المضارع "يَعلم" فيفيد دوام العلم وحضوره في كل آن.

العلامة الطباطبائي (الميزان): لا فرق في حقيقة علم الله، فالفرق في الاستعمال القرآني فقط؛ الماضي لإفادة تحقق المعلوم في الخارج أو وقوعه، والمضارع لإفادة الاستمرار والدوام.
إذاً بشكل موجز:

  • "عَلِمَ": يدل على أن علم الله بالأمر قد تقرر وانكشف، وهو أزلي لا يزول.

  • "يَعلم": يدل على أن علم الله شامل ومستمر لكل ما يتجدد ويحدث.

علم الله واحد، كامل لا بداية له ولا نهاية، لكن القرآن ينوّع الأسلوب بين الماضي والمضارع بحسب السياق.

( ليعلمن الله)

وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴿٣ العنكبوت﴾

وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ ﴿١١ العنكبوت﴾

للإشارة إلى أن العلم قد يكون قديماً أزلياً و قد يتعلق بالحقائق حينما تُصبح أعياناً خارجية و هو المعبر عنه بالعلم الفعلي في مقابل الأزلي الذاتي.

هنا تأكيدية ليوصل الله لهم الفكرة هذه أن الله عالم  ببواطن الناس كما هو عالم بظواهرها ففي بعض الديانات كاليهودية يعتقدون أن الله لا يعلم الكثير من الأمور.

معنى (ليعلم الله /

كما تعلمون العلم الإلهي أزلي،  لا يطرأ عليه جهل ولا زيادة.
لكن التعبير بـ "ليعلم" في القرآن لا يعني حصول العلم بعد جهل، بل هو علم ظهورٍ وتجلٍّ في الواقع، أي أن ما كان في علم الله الغيبي يَظهر للخلق ويتحقق خارجًا فيشهدونه لأسباب تتعلق بحكمة الله.
لذا يفسّر المفسرون هذا بقولهم: "ليعلم الله" أي: ليُظهر علمه للناس بالفعل، أو "ليُميز المؤمن من المنافق".
وصيغة "ليعلمنّ" أبلغ وأقوى في توكيد ذلك التمييز والامتحان.

٢. معنى (ليمحص فهي تعني ليبتلي / ليكشف)

قد وردت هذه الكلمة مرتين في القرآن:

 وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴿١٤١ آل عمران﴾

... ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ ... ﴿١٥٤ آل عمران﴾

هذه الألفاظ تركز على الحكمة العملية من الامتحان:

التمحيص: تنقية القلوب وتمييز الصادقين من غيرهم. احياناً تأتي بمعنى الكشف للإنسان نفسه ليعرف نفسه اكثر.ففي الإبتلاء إظهار ما في النفوس , أو لترقية الشخص ليعرف مدى قدراته النفسية كالصبر و تحمل المشاق و سعة رفعته النفسية و قوة الإرادة و غيره. فهي لا تتحدث عن "العلم" من جهة الله، بل عن أثر ذلك العلم في واقع الناس: إصلاح، تربية، أو تنقية.

بقلم هدى شبيري الخاقاني

٢٦ قانون اقتصادي مستخرج من القرآن الكريم

٢٦ قانون اقتصادي مستخرج من القرآن الكريم


بعد تأمل عميق في آيات الذكر الحكيم، أقدم لكم هذه الرؤية الإنسانية للقوانين الاقتصادية القرآنية، التي تمثل دستوراً متكاملاً للحياة المالية الفاضلة:

1. الزكاة كوسيلة لإعادة توزيع الثروة

تضمن الدولة الإسلامية من خلال نظام الزكاة التوازن الاقتصادي والاجتماعي بمنح جزء من أموال الأغنياء للفئات المستحقة كالفقير والمسكين والغارم وابن السبيل.

﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (التوبة: 60).


2. الحث على الإقراض الحسن كبديل عن الربا

تشجيع الإقراض دون فوائد (القرض الحسن) لدعم الاقتصاد الحقيقي وتخفيف معاناة المحتاجين بعيدًا عن الربا الذي يُضر بالنظام الاقتصادي.إنه ليس مجرد دَين، بل هو علاقة إنسانية تزرع الثقة وتنبت البركة. عندما تقرض محتاجاً دون منٍّ أو أذى، فكأنما تزرع بذرة في أرض الله الخصبة.الدليل القرآني:

﴿مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ﴾ (الحديد: 11).


3. وجوب توثيق الديون بالكتابة

ليست مجرد إجراء قانوني، بل هي حماية للمحبة بين الناس. فالكتابة تحفظ الحقوق دون أن تقتل المشاعر. فكم من نزاع بين الأهل و الأحباب حدث لعدم وجود وثيقة مكتوبة.


الدليل القرآني:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ﴾ (البقرة: 282).


4. العدل في الكيل والميزان (منع الغش)

النهي عن التطفيف:

﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ﴾ (الإسراء: 35). كل غش في الميزان هو خدش في ضمير الأمة. التجارة النظيفة ليست مجرد ربح مادي، بل هي ربح روحي وأخلاقي.

عقوبة الغش:

﴿وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ﴾ (المطففين: 1).


5. التعاون الاقتصادي على البر والتقوى عندما تصبح الأيدي جسراً للخير يدعو الإسلام إلى تأسيس اقتصاد تعاوني مبني على القيم الأخلاقية والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع. الاقتصاد القرآني لا يؤمن بالمنافسة القاسية، بل بالتعاون المبارك حيث ينتفع الجميع.

الدليل القرآني:

﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ (المائدة: 2).


6. الإنفاق الخيري كدعامة اقتصادية زيادة على الزكاة 

الحث على الإنفاق السري والعلني كآلية لتنشيط الاقتصاد، وتخفيف الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بين الناس. أجمل المعاملات هي التي لا يراها إلا الله. إنها الاقتصاد الذي يتحول إلى عبادة خالصة لله.

الدليل القرآني:

﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً﴾ (البقرة: 274).


7. منع الأذى والمنِّ في الصدقات

ضمان نقاء العملية الاقتصادية والاجتماعية عند التبرع أو الإنفاق، دون جرح مشاعر الفقراء أو ابتزازهم بالمنِّ عليهم.


الدليل القرآني:

﴿قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى﴾ (البقرة: 263).


8. تحريم أكل الأموال بالباطل (كالرشوة والفساد المالي):

﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ﴾ (البقرة: 188).

كل مال يأتي من طريق مشبوه هو مال مسموم، وإن بدا حلو المذاق. 9. تحريم الاكتناز وتعطيل المال بدلاً من الاستثمار الاقتصادي:

﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (التوبة: 34).


10. العدل في التعاملات الاقتصادية العامة

إقامة العدل كمبدأ أساسي في كل المعاملات الاقتصادية، سواء في توزيع الثروات أو في التعاملات التجارية بين الناس.


الدليل القرآني:

﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾ (النحل: 90).


11. عدم استغلال المحتاج أو المعسر

الحفاظ على كرامة الفقير والمعسر، وعدم استغلال حاجته أو ضعفه في المعاملات الاقتصادية، والتشجيع على العفو عنه أو مساعدته.


الدليل القرآني:

﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ (البقرة: 280).


12. العلم والمعرفة في الاقتصاد

القرآن يشجع على التعلم واكتساب المعرفة في جميع المجالات، بما في ذلك الاقتصاد.

  • الآية: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (الزمر: 9)

  • فضل العلم وأهميته في تطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية. فأعظم استثمار هو في العقل البشري.


13. الوفاء بالعقود والالتزامات (حماية المعاملات)

الوفاء بالعقود:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ (المائدة: 1).


كتابة العقود:

﴿وَاكْتُبُوهُ... وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا﴾ (البقرة: 282).


14. الإنفاق المعتدل (عدم البخل أو الإسراف) كقانون اقتصادي واضح وصريح:

﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا﴾ (الفرقان: 67)



15. تشجيع العمل والكسب الحلال

الحث على السعي والعمل بدلاً من الاتكال على الآخرين.


﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ﴾ (الملك: 15).


16. النهي عن إهدار الموارد دون فائدة.

﴿وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ﴾ (الإسراء: 26–27).


17. وجوب إخراج الحق المالي المرتبط بالإنتاج الزراعي في وقته، دون تأخير، بما يحقق التكافل الاقتصادي والعدالة الاجتماعية.

﴿كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ﴾ (الأنعام: 141).


18. يجب أن تُبنى النظم الاقتصادية على أسس من العدل والمساواة في الفرص، تضمن لجميع طبقات المجتمع إمكانية الوصول إلى الموارد والفرص دون تمييز طبقي.


﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾ (الحديد: 25). العدالة هي هدف أساسي للتشريع الإلهي، ويجب أن تنعكس في كل نظام حياتي، ومنه النظام الاقتصادي."


19. العدالة في التوزيع و منع تجمع و احتكار المال بيد الأثرياء

تحقيق التوازن في توزيع الثروات لمنع التفاوت الطبقي 

  • الآية:
    ﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ﴾ (الحشر: 7)

  • المفهوم:
    منع احتكار الثروات بأيدي فئة معينة.


20. ضمان حقوق العمال والأجور

إعطاء الأجور دون تأخير أو ظلم.


الدليل:

﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ (الأعراف: 85).

بخس الناس أشياءهم يشمل:

  • نقص الأجور

  • تأخيرها

  • التحايل في العقود

  • تحميل العامل ما لا يطيق




21. يُحرم الدخول في المعاملات الاقتصادية التي تقوم على الجهالة أو المخاطرة الشديدة في العواقب، كالمقامرة أو العقود المبنية على الحظ، ويجب أن تبنى العقود والمعاملات على الوضوح والشفافية وعدالة التبادل.


الدليل:

﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ﴾ (المائدة: 90).


22. تشجيع التجارة الدولية أو ما بين المدن و ما بين الأمم مع العدل.


لقوله تعالى

﴿وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ﴾ (المزمل: 20).

الإسلام يبيح ويشجع على التبادل التجاري بين الشعوب، بشرط أن يكون مبنيًا على العدل، والرضا، وعدم الظلم أو الاستغلال.

و قال تعالى ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ (الحجرات: 13) التعارف بين الأمم يشمل التبادل الاقتصادي والثقافي.



23. الحفاظ على الموارد الطبيعية. يجب على الإنسان استخدام الموارد الطبيعية بطريقة مسؤولة ومتوازنة تضمن استمرار نفعها للأجيال القادمة، وتمنع التلوث والهدر والإتلاف..


الدليل:

﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾ (الأعراف: 56).

الإفساد في الأرض": يشمل كل أنواع الضرر بالبيئة، والثروات، والمجتمع.


"بعد إصلاحها": أي بعد أن أصلحها الله بالأنظمة الكونية، والموارد الطبيعية، والماء، والتوازن البيئي، أو أصلحها الناس بالتعمير والعمل الصالح.


24. مفهوم الاستخلاف الاقتصادي (الإنسان مستخلف في الموارد وليس مالكًا مطلقًا لها)

﴿آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾ (الحديد: 7). فما كان الإنسان مستخلفاً فيه يجب أن يكون حذراً و يعمل بعقل و تدبير فيه.

25. مفهوم الادخار الاستراتيجي (التخطيط للمستقبل الاقتصادي)
﴿قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا...﴾ (يوسف: 47–49)
آيات سورة يوسف في قصة إدارة الموارد والتخطيط الاقتصادي لمواجهة سنوات الأزمة.

26. حماية المال العام ومنع الفساد الاقتصادي والإداري (كقانون اقتصادي إداري)
﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ۚ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ (آل عمران: 161).

 المال العام ليس ملكاً لفرد أو فئة، بل هو أمانة في أعناق المسؤولين. الآية تُحرّم الغلول (أخذ المال العام خلسة أو بالاحتيال)، وهذا يشمل الرشاوى والاختلاس والتهرب الضريبي. "وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ" → حتى الأنبياء، وهم أتقى الخلق، مُطالبون بعدم الاستئثار بالمال العام، فما بالك بغيرهم؟  

أحبابي رواد الحكمة والمعرفة،إنه ليس نظاماً للمعاملات فحسب، بل هو نظام للحياة الكريمة."وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" (الحشر:7)

اذا وصلت الى هنا و أنت تقرأ فأنت من محبي الله و رسوله حقاً فهنيئاً لك. أدعوا الله أن يشفع لنا الرسول و القرآن الكريم يوم لا ينفع مال و لا بنون الا من أتى الله بقلب سليم. تحياتي و احترامي لكم.

هدى شبيري الخاقاني

(قلم يسعى لاستنباط الحكمة من كتاب الله)

ما معنى التوبة النصوح

التوبة النَّصُوح ذُكرت في القرآن الكريم في قوله تعالى:

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا..."
[التحريم: 8]

فيما يلي أبرز المعاني القرآنية التي توضّح صفات التوبة النصوح:


1. الإقلاع عن الذنب فورًا

"وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّـهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ..."
[آل عمران: 135]
التوبة تبدأ بندمٍ صادق يتبعه توقف فوري عن الذنب.


2. النية الصادقة لعدم العودة

"إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّـهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا..."
[التحريم: 4]
التوبة النصوح تعني أن القلب قد انصرف عن الذنب، لا مجرد اللسان.


3. عدم الإصرار على المعصية

"وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ"
[آل عمران: 135]
التوبة النصوح تتضمّن ترك الإصرار، أي لا يخطط للعودة للذنب.


4. العمل الصالح بعد التوبة

"إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا..."
[الفرقان: 70]
دليل التوبة النصوح هو إصلاح الحال بالفعل، لا القول فقط.


🔹 النتيجة:

التوبة النصوح في ضوء القرآن هي:
توبة خالصة من القلب، يتبعها إقلاع عن الذنب، وندم حقيقي، وعزم جاد على عدم العودة، يعقبها عمل صالح وإصلاح.




أسماء و صفات سمى القرآن بها نفسه

 

 عشرة أسماء سمى القرآن بها نفسه:(ليست من باب الحصر)

  1. القرآن "إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا" (الزخرف: 3)﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ٩﴾

  2. كلام الله ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ ٦﴾

  3. الفرقان "تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ" (الفرقان: 1)

  4. الكتاب "ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ" (البقرة: 2)﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ٢﴾

  5. الذكر "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ" (الحجر: 9)  و قال تعالى ﴿وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ٥٠﴾

  6. النور "فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا" (التغابن: 8)

  7. الروح "وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا" (الشورى: 52)

  8. الموعظة "قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ" (يونس: 57)

  9. البصائر "هَٰذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ" (الأنعام: 104)

  10. البيان "هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ" (آل عمران: 138)



🌟 ثانياً: صفات القرآن الكريم ذكرت ١٥ و قد تكون هناك صفات أكثر بكثير.

وهذه أوصاف وصف الله بها كتابه الكريم، تبين منزلته وتأثيره:

  1. كريم
    "إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ" (الواقعة: 77)

  2. عظيم
    "وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ" (الحجر: 87)

  3. مجيد
    "ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ" (ق: 1)

  4. مبارك
    "كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ" (ص: 29)

  5. عزيز
    "إِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ" (فصلت: 41)

  6.  العَجَبُ ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ١﴾[يو]، 

  7. الْعِلْمِ ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ١٢٠

  8.  الهدى ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ٢﴾

  9.  الْمُبِينِ ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ٢﴾

  10.  البشير والنذير ﴿بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ٤﴾

  11.  النور ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ١٧٤﴾

  12. الشفاء "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ" (الإسراء: 82)

  13. الهدى "هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ" (البقرة: 2)

  14. الرحمة  "وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ" (الإسراء: 82)

  15. الحق "وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ" (الإسراء: 105)

هل يختلف علم الله في القرآن؟

  هل يختلف علم الله في القرآن؟ قد نقرأ في القرآن: "لِيَعْلَمَ اللَّهُ" أو "فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ" وأحيانًا: "لِيُ...

اخر المشاركات